علي العمير وكتّابنا- ذاكرة مجتمع وذائقة أجيال.

المؤلف: خالد السليمان11.09.2025
علي العمير وكتّابنا- ذاكرة مجتمع وذائقة أجيال.

في غرفة الانتظار بإحدى العيادات، لفت انتباهي وجود تشكيلة من مؤلفات الكاتب الكبير علي العمير، رحمه الله، مرتبة بشكل أنيق على رف مخصص لراحة الزوار. أمسكت بأحد هذه الكتب وبدأت أتصفح بعض المقالات القديمة التي أبرزت شجاعته الفريدة وانسيابية قلمه، وتمنيت لو أستطيع تعريف كل من كان ينتظر معي، وخاصة الشباب، بمن هو علي العمير وما هو إسهامه الثري من المقالات التي عالجت قضايا المجتمع بأسره!

ثم تفكرت ملياً، كيف أن غيوم النسيان تبسط أجنحتها لتغطي أسماءً كانت لامعة في سماء الإعلام لسنوات طويلة، أسماءً ملأت الأسماع والأبصار. لماذا يطوي النسيان بهذه السرعة أقلام الكتاب بمجرد غيابهم، بحيث ينساهم الجيل الحالي ولا يعبأ بهم الجيل اللاحق، وكأنهم لم يخوضوا معارك الفكر ولم يرفعوا راية النقد البناء في سبيل خدمة الوطن!

لا أنسى مقالاً للأستاذ العمير، كتبه قبل ابتعاده عن عالم الكتابة بسبب وطأة المرض، يعبر فيه عن استيائه من رفض رئيس التحرير فكرة إعادة نشر مقالاته القديمة. شعرت حينها بمرارة شديدة، فما العائق من إعادة إحياء مقالات الكتاب المؤثرين ليستفيد منها الشباب الصاعد وتظل ذكراهم خالدة في وجدان المجتمع؟!

كم يشتاق فؤادي لقراءة مقالات عبدالله القرعاوي وعبدالله الجفري وغيرهم من الكتاب المتميزين الذين أسهموا بدور فعال في تشكيل وتطوير مسيرة الصحافة السعودية، وكان لهم بصمة واضحة في ازدهار الحياة والتنمية في ربوع الوطن!

باختصار شديد.. مجتمعنا مجتمع يزخر بالوفاء والمحبة، ولن تتكبد دور النشر عناءً كبيراً في إعادة تذكيرنا بهؤلاء القامات الأدبية وتعريف الأجيال الصاعدة بهم، فربما ساهمت هذه الخطوة في تنمية الذائقة الثقافية للجيل الجديد ومقاومة المحتوى الهابط الذي تكتظ به منصات التواصل الاجتماعي!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة